نظّم مركز دراسات الصحراء – جامعة الأنبار، صباح يوم الأربعاء الموافق 21 أيار 2025، حلقة نقاشية علمية بعنوان:
"الحمى النزفية في العراق: الواقع، التحديات، والحلول"، وذلك على القاعة المركزية للمركز، ضمن سلسلة الندوات التوعوية التي يعقدها المركز لمعالجة القضايا الصحية ذات البُعد البيئي.
قدّمت الحلقة الأستاذ الدكتورة سعاد شلال شحاذة، رئيس قسم تنمية الصحراء، وتناولت فيها شرحًا تفصيليًا حول مرض الحمى النزفية، وبيّنت الجوانب التالية:
أنواع الحمى النزفية: أوضحت الدكتورة أنواع الحمى النزفية المنتشرة عالميًا، مع التركيز على النوع السائد في العراق وهو المرتبط بفيروس "الكونغو" وتسمى حمى القرم الذي يُعد من الأمراض الفيروسية الخطيرة.
تاريخ ظهورها: تطرقت إلى بدايات ظهور المرض في العراق وانتقاله من بعض الدول المجاورة، وانتشاره نتيجة عوامل بيئية وسلوكية.
طرق الانتقال: تم شرح الوسائل التي تنتقل عبرها العدوى، مثل لدغات القراد، والاتصال المباشر مع دم أو إفرازات الحيوانات المصابة، أو أثناء الذبح غير الآمن.
المستودعات الفيروسية: تناولت الحديث عن الدور الذي تلعبه الحيوانات البرية والداجنة، مثل الأبقار والأغنام والماعز، في احتضان الفيروس دون أن تظهر عليها أعراض، مما يجعلها مصدر خطر خفي.
آلية المرض: فُسّرت الكيفية التي يُهاجم بها الفيروس الجسم، وخصوصًا الجهاز الدوري، وما يسببه من نزيف داخلي وخارجي واضطرابات شديدة في وظائف الأعضاء.
الأعراض السريرية: شملت الحمى الشديدة، وآلام المفاصل، والنزف من الفم أو الأنف، وظهور كدمات جلدية.
طرق التشخيص: تم توضيح طرق الكشف المختبري المعتمدة، مثل اختبار PCR وتحاليل الدم الخاصة بالكشف عن الأجسام المضادة.
الوقاية: تم التطرق إلى وسائل الوقاية، كارتداء معدات الحماية، وتطبيق شروط السلامة في المجازر والمزارع، وضرورة التبليغ عن الحالات المشتبه بها.
إحصائيات الإصابات: عرضت بيانات ميدانية توضح توزع الإصابات في المحافظات العراقية، وسجلات الوفيات المسجلة خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في المناطق الزراعية والريفية.
التعامل مع اللحوم: قدّمت توصيات عملية حول كيفية التعامل الآمن مع اللحوم أثناء الذبح والتحضير، لتفادي انتقال الفيروس، وأوضحت ان الفايروس المسبب للحمى النزفية يتم التخلص منه عند طهي اللحوم عند درجة حرارة أكثر من 70 درجة مئوية وكذلك عن التجميد بأقل من 5 درجات تحت الصفر.
شهدت الحلقة حضور مدير المركز الأستاذ الدكتور نهاد محمد عبود المحترم، وعدد من الباحثين، حيث تفاعل الحضور بشكل علميًا عاليًا من خلال النقاشات والمداخلات المتخصصة.
أبرز التوصيات:
رفع الوعي المجتمعي بخطورة المرض وطرق الوقاية منه، خصوصًا في الأرياف والمناطق الزراعية.
تفعيل التعاون بين المراكز البحثية ودوائر الصحة البيئية لاحتواء الحالات.
تشجيع الأبحاث التطبيقية حول علاقة المرض بالبيئة وتربية المواشي.
إدراج مفاهيم الوقاية من الحمى النزفية ضمن برامج التثقيف الصحي والبيئي في الجامعات.