الأنواع النباتية البرية المتزايدة والمتناقصة في الصحراء الغربية من العراق
Share |
2025-06-11
الأنواع النباتية البرية المتزايدة والمتناقصة في الصحراء الغربية من العراق

 

تُعد الصحراء الغربية في العراق نموذجًا فريدًا للبيئات الصحراوية ذات التحديات الإيكولوجية الشديدة، حيث تُهيمن عليها الظروف المناخية القاسية والتنوع الطبوغرافي، من الكثبان الرملية الممتدة إلى الأراضي الصخرية الصلدة. وتُظهر هذه البيئة مزيجًا من الندرة البيولوجية والتكيفات الفريدة، مما يجعلها موطنًا مثاليًا لدراسة التغيرات في التنوع النباتي بمرور الزمن. تشير الدراسات البيئية الحديثة إلى أن الأنواع النباتية البرية في هذه المنطقة تمر بتحولات واضحة على مستوى التوزيع والوفرة. فقد لوحظ تراجع في أعداد بعض الأنواع التي كانت شائعة تاريخيًا، مقابل ازدهار أنواع أخرى بدأت بالانتشار في بيئات جديدة لم تكن تؤويها سابقًا. يُعزى هذا التغير إلى تداخل معقد بين عوامل مناخية وطبيعية وبشرية، حيث تُعد التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الهطول المطري من العوامل الرئيسية التي قلّصت من انتشار الأنواع النباتية الحساسة للماء أو التي تتطلب ظروفًا مناخية مستقرة. في المقابل، استفادت بعض الأنواع ذات القدرة العالية على التكيف مع الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة من هذه التحولات المناخية، مما مكنها من التوسع في مناطق أشد قسوة مناخيًا. ومن الأمثلة على ذلك، ملاحظة انتشار أنواع نباتية كانت محصورة سابقًا في مواقع محدودة، إلى مناطق ذات تربة أفقر ورطوبة أقل. من ناحية أخرى، ساهمت الأنشطة البشرية بما في ذلك الزحف العمراني، والرعي الجائر، وتوسع النشاط الزراعي في إحداث ضغط بيئي متزايد على النظام النباتي الصحراوي. هذه الممارسات أسهمت في تدمير المواطن الطبيعية، مما أدى إلى انقراض محلي لبعض الأنواع أو تناقصها الحاد. وبالتالي، فإن دراسة هذه الأنماط النباتية المتزايدة والمتناقصة في الصحراء الغربية لم تعد ترفًا علميًا، بل أصبحت ضرورة لفهم التحولات البيئية الجارية، ولتوجيه الجهود نحو حماية التنوع الحيوي الفريد في واحدة من أكثر المناطق هشاشة بيئية في العراق.

 
عدد المشاهدات : 46