مشروع الزراعة الحافظة ومواجهة التغيرات المناخية
2023-06-24
مقدمة
تغير المناخ اصبح حقيقة مرعبة لسكان المعمورة, وبدأت بوادر مخاطرهُ تظهر تباعا كارتفاع درجات الحرارة والجفاف وقلة التساقط المطري والتصحر وزيادة سكان العالم بوتيرة غير مسبوقة والعالم العربي بصورة عامة والعراق خاصة غير مكترث لما سيحصل في السنين اللاحقة، لذا وجب علينا لزاما التكيف مع عواقب التغيرات المناخية حتى نتمكن من حماية مجتمعاتنا واراضينا وبذل جهود حثيثة جبارة من اجل او ابطاء الاحتباس الحراري والانبعاثات, وهذا يختلف بحسب المكان الذي نعيش فيه ( حرائق، جفاف، فيضانات، تصحر، حرارة او برودة، حروب) ان اثر ذلك سوف ينعكس سلبا على حياة الناس وقوتهم
بالنظر الى حجم التغيرات المناخية وأثرها على العديد من مجالات الحياة يجب ان تتكاتف البلدان وتعزيز الجهود واسعة النطاق للصمود امام تلك التحديات ومواجهة التأثيرات المناخية باقتراح برامج وأنشطة من شأنها تقليل تلك التأثيرات. لقد اصبح العالم يعاني من تغير المناخ بطرق شتى ويمكن ان يؤثر على قدرتنا على الزراعة وتأمين الغذاء لذا اصبح لزاما البحث عن مشاريع تقلل من تأثيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة وقلة توفر المياه.
يعد برنامج الزراعة الحافظة من البرامج الزراعية الناجعة في المحافظة على الموارد وتطوير انتاج المحاصيل الاستراتيجية وذلك نتيجة مميزات هذا النظام. اذ يتسند تطبيق نظام الزراعة الحافظة على مجموعة من المقومات منها الزراعة بدون حراثة باستخدام باذرات متخصصة بنظام الزراعة الحافظة ، والمحافظة على رطوبة التربة، استخدام الحد الادنى من كمية البذور الموصى بها في وحدة المساحة. وتقليل من كمية الاسمدة في وحدة المساحة, كل هذه المميزات تساهم في تقليل تكاليف الانتاج الزراعي وكذلك تقليل استخدام المياه في ظل ظروف الجفاف، فضلاً عن التوزيع الامثل للبذور والاسمدة مما يؤدي الى نمو افضل للنباتات.
ان الهدف من تطبيق نظام الزراعة الحافظة في تلك المناطق يتمثل في الحفاظ على الموارد وتقليل استخدام الزراعة التقليدية واتباع اسلوب الحراثة العميقة او المتكررة في تلك المنطقة يتسبب في زيادة مخاطر تعرض ترب الاراضي الزراعية للانجراف والتعرية، فضلاً عن الفقد الحاصل في العناصر الضرورية لنمو النبات وغيرها من الآثار السلبية. لذا فان تطبيق نظام الزراعة الحافظة في تلك المناطق يعد ضرورة ملحة وغاية في الاهمية للتخلص من تلك الآثار فضلاً عن دورها الاساس في تقليل التكاليف الانتاجية من خلال تقليل الاعتماد على المكننة وتقليل الاضافات السمادية، ويقابلها في ذلك زيادة معدلات الانتاجية في وحدة المساحة مقارنة مع طريقة الزراعة التقليدية.
تنفيذ الدراسة
بعد تشكيل الفريق البحثي بين جامعة الانبار متمثلة بمركز دراسات ودائرة البحوث الزراعية وزارة الزراعة . تم اختيار الموقع في محافظة الانبار(منطقة صحراوية) لتطبيق مقارنة نظامي الزراعة الحافظة والزراعة التقليدية في حقول المزارعين وبواقع (1 هكتار) لكل من الزراعة الحافظة و(1 هكتار) للزراعة التقليدية للموقع الواحد.
محافظة الانبار
-الموقع التاسع: حسب الواقع التي تم تحديدها من قبل وزارة الزراعة
اسم المزارع : شاكر سعدون مرير
تاريخ الزراعة : 25/11/2020
تاريخ الانبات : 4/12/2020
نوع المحصول: حنطة
اسم الصنف المزروع : برشلونة
طريقة السقي: مرشات محورية
معدل البذار : 160 كغم / هـ
معدل التسميد : 150 كغم / هـ سماد مركب (N. P. K. (15-15-15. و300كغم / هـ سماد يوريا على دفعتين :
• 150 كغم / هـ عند مرحلة التفرعات القاعدية.
• 150 كغم / هـ عند مرحلة التزهير.
نتائج تنفيذ المشروع للموسم 2020-2021
على الرغم من التحديات والمعوقات التي واجهت عمل المشروع الا انه استطاع كادر المشروع التغلب عليها وتنفيذ نشاطات المشروع بنجاح في جميع المواقع، الا ان الظروف المناخية ومنها الجفاف وقلة تساقط الامطار وان هذه الظروف انعكست ايجاباً في ابراز دور واهمية الزراعة الحافظة في توفير الظروف الملائمة لنمو النبات في ظل اصعب الظروف المناخية وكيف ان الزراعة الحافظة استطاعت المحافظة على نسبة كافية من الرطوبة لنمو النبات ووصوله الى مرحلة الحصاد حتى وان كانت معدلات الانتاجية منخفضة الا انها كانت افضل. اذ لوحظ ان المقارنة بين الزراعة الحافظة والزراعة التقليدية بنفس الموقع وبنفس ظروف الجفاف اظهرت ان نسبة الانبات اعلى في نظام الزراعة الحافظة مقارنة بالزراعة التقليدية وذلك للظروف الملائمة التي وفرها نظام الزراعة الحافظة من رطوبة ودرجة حرارة مناسبة والتي سيتم توضيحها في الصور لاحقاً، وقد حقق نظام الزراعة الحافظة نسبة انبات وتجانس في الحقل افضل مقارنة بالزراعة التقليدية وتم اعادة تنفيذه للمواسم اللاحقة (2021 – 2022 و 2022 – 2023) وقد ثبت النتائج نجاحه على مستوى المحافظة. وفي ادناه النتائج التفصيلية للمقارنة بين الزراعة الحافظة والزراعة التقليدية:
الموقع
|
معدل انتاجية الهكتار الواحد
|
النسبة (%)
|
الزراعة الحافظة (كغم/ه)
|
الزراعة التقليدية (كغم/ه)
|
الانبار
|
4600
|
3800
|
21
|
متطلبات المشروع
1. تخصيص ميزانية مالية لشراء باذرات متخصصة بالزراعة الحافظة لغرض الاستفادة منها في نشر نظام الزراعة الحافظة على اكبر عدد من المزارعين وذلك لتعزيز عملية النشر والتبني.
2. اقامة دورات تدريبية لكادر المشروع لغرض تطوير مهارات العاملين في مجال مكافحة الآفات والادغال، وفي مجال المكننة الزراعية وتطويرها، وفي الجانب الارشادي ووسائل التواصل واقناع المزارعين لتبني نظام الزراعة الحافظة.
3. زيادة عدد المزارعين لتطبيق النظام في المناطق الجافة وشبه المضمونة والمناطق الصحراوية بزيادة التخصيصات المالية.
4. استخدام اصناف من المحاصيل الاستراتيجية ذات مقاومة عالية لظروف الجفاف وقلة التساقط المطري.
5. دعم المراكز البحثية لغرض استمرار انجاح المشاريع المتعلقة بالزراعة الحافظة والتغيرات المناخية لإيجاد الحلول الناجعة لمقومة ازمة الجفاف.

.jpg)





|